عندما نتحلق حول مائدة الإفطار
و يبدأ أبي قبيل الأذان بترديد بعض الأدعية
بصوت أثيري جميل و خاشع
بصوت أثيري جميل و خاشع
يدعو و يدعو بصوتٍ خافت حتى يذكرنا نحن
بأهمية اغتنام هذه اللحظات
بأهمية اغتنام هذه اللحظات
(( اطلق )) و يتصاعد صوت المدفع و من ثم يصدح المؤذن بالأذان
نتناول التمر أولا .. ثم تندفع سارة نحو شوربتها المفضلة (( العدس ))
نتناول التمر أولا .. ثم تندفع سارة نحو شوربتها المفضلة (( العدس ))
و منذ أول صيام لي كان أبي دائما يقول لي :
يا بنيتي سنة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
يا بنيتي سنة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
هي التمر و الماء أولا ..!!
و حتى الآن و مع أن سارة على وشكـ بأن تكمل العشرين عاما
و حتى الآن و مع أن سارة على وشكـ بأن تكمل العشرين عاما
لا يزال أبي يردد على مسامعي نفس الكلمات :
(( الماء و التمر أولا يا بنيتي ))
(( الماء و التمر أولا يا بنيتي ))
أبدأ برشف رشفات متعددة من شوربتي المفضلة
(( العدس ))
(( العدس ))
و بعد ذلكـ بدأت الطامة و عادت سارة لعادته القديمة
تشرب الفيمتو حتى ينتشر على جوانب فمها الصغير
ما أجمل قرنيه الحمراوان حول فمي ..!!
ما أجمل قرنيه الحمراوان حول فمي ..!!
قمت لأنظر في المرأة لأرى أثرهما الجميل
و عندما أراهما في المرآة أبتسم تلكـ الابتسامة الطفولية الشقية
و عندما أراهما في المرآة أبتسم تلكـ الابتسامة الطفولية الشقية
و لكن سرعان ما أتذكر بأنني سوف أكمل العشرون عاما قريبا
فأردد في نفسي : (( استحي على وجهكـ يا سارة ))
فأردد في نفسي : (( استحي على وجهكـ يا سارة ))
لكن يظل الإحساس بروعة الطفولة و شقاوتها من أجمل الأحاسيس
و تظل هناكـ في ركن في نفسي سارة الطفلة الشقية المرحة
و تظل هناكـ في ركن في نفسي سارة الطفلة الشقية المرحة
و إن غيرتها الأيام فأحزنت مقلها مرة
و أفرحت فؤادها مرات
و تظل أجواء أهلي في رمضان من أجمل الأجواء و اللحظات
و أفرحت فؤادها مرات
و تظل أجواء أهلي في رمضان من أجمل الأجواء و اللحظات
فلماذا كبرتي يا سارة ..؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق