السبت، 29 أغسطس 2009

قرنان حمراوان


عندما نتحلق حول مائدة الإفطار

و يبدأ أبي قبيل الأذان بترديد بعض الأدعية
بصوت أثيري جميل و خاشع

يدعو و يدعو بصوتٍ خافت حتى يذكرنا نحن
بأهمية اغتنام هذه اللحظات

(( اطلق )) و يتصاعد صوت المدفع و من ثم يصدح المؤذن بالأذان
نتناول التمر أولا .. ثم تندفع سارة نحو شوربتها المفضلة (( العدس ))

و منذ أول صيام لي كان أبي دائما يقول لي :
يا بنيتي سنة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _

هي التمر و الماء أولا ..!!
و حتى الآن و مع أن سارة على وشكـ بأن تكمل العشرين عاما

لا يزال أبي يردد على مسامعي نفس الكلمات :
(( الماء و التمر أولا يا بنيتي ))

أبدأ برشف رشفات متعددة من شوربتي المفضلة
(( العدس ))



و بعد ذلكـ بدأت الطامة و عادت سارة لعادته القديمة

تشرب الفيمتو حتى ينتشر على جوانب فمها الصغير
ما أجمل قرنيه الحمراوان حول فمي ..!!

قمت لأنظر في المرأة لأرى أثرهما الجميل
و عندما أراهما في المرآة أبتسم تلكـ الابتسامة الطفولية الشقية

و لكن سرعان ما أتذكر بأنني سوف أكمل العشرون عاما قريبا
فأردد في نفسي : (( استحي على وجهكـ يا سارة ))

لكن يظل الإحساس بروعة الطفولة و شقاوتها من أجمل الأحاسيس
و تظل هناكـ في ركن في نفسي سارة الطفلة الشقية المرحة

و إن غيرتها الأيام فأحزنت مقلها مرة
و أفرحت فؤادها مرات

و تظل أجواء أهلي في رمضان من أجمل الأجواء و اللحظات

فلماذا كبرتي يا سارة ..؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق