أتعجب دائما..!!
لماذا أصحو هكذا دائما أيام الصيف منهكة الروح و الجسد ..!!
ليس لي مزاج للقيام بأي شيء إلا الإيواء إلى الفراش مرةأخرى ..!! ,
ربما لأنني بعيدة عنه و أحس بالشوق العارم إليه هو حبيب و ليس كل من أحب حبيبُ ,
حسناً هيا بنا إلى الإفطار و من ثم هيا بنا للاستعداد لصلاة الجمعة ,
ياه ما أجملها من خطبة و ما أجمله من موضوع لقد كان عن الوداع , ما أجملها و ما أجملها ,
و لا فض فوك خطيبنا ,
تكلم عن أربع لحظات وداع و كانت الأولى عن فراق الوطن و المسكن و المكان و كل شيء وراءنا له قيمة في هذا المكان ,
هو بالفعل شعورٌ مؤلم عانى منه حبيبنا و قرة أعيننا محمد _ صلى الله عليه و سلم _ عندما خرج من مكة فودع وراءه
الشجر و الحجر و الأهل و الأصحاب بل و حتى الجبال و القفار ,
و لكن ذلك لم يقعد همته عليه الصلاة و السلام و لكن بالعكس كان بداية نهضة و انتشار لدين الإسلام و بناية دولة الإسلام في المدينة
المنورة _ زادها الله نوراً و تشريفا_ ,
و أما لحظة الوداع الثانية فهي لحظة وداع الولد و فلذة الكبد ,
و لحظة الوداع الثالثة و هي وداع الأصحاب الأعزاء الأنقياء الأتقياء الذين قد طواهم الموت طيا ,
الله أكبر ما أجل هذه اللحظة و ما أصعبها و ما أجل مصاب الإنسان فيها و ما أكبره ,
يروي لنا الخطيب كيف فقد رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ في غزوة أحد 70 من صحابته ,
و هم و كما قال ليسوا بأربعين رجل بل بأربعين أمة ..!!! ,
كيف دفنهم بيديه الشريفتين في سفح الجبل .. في سفح جبل أحد ,
و قد تمنى لو دفن معهم بأبي هو و أمي رسول الله , و لكن هل اقعده الهم و الحزن و الغم على
فراق أصحابه و مصابه الجلل في حمزة ,
لا و الله بل هو مشى و أكمل المشوار و استفاد مما أخطأ به المسلمون في هذه الغزوة
و بالتالي فقد تبعها الانتصار تلو و الانتصار بأبي هو و أمي , و آلام لحظة وداع و أحزنها .. كانت عند وداع الصحابة لقرة أعينهم و
مهجة أفئدتهم محمد _ صلى الله عليه و سلم _ فهاهو _ عليه الصلاة و السلام _ قد أقعده المرض و بلغ منه كل مبلغ و اشتد عليه
كثيرا , فإذا به و في يوم كان المسلمون في مسجده _ صلى الله عليه و سلم _ مصطفون لأداء الصلاة ففتح رسول الله _ صلى الله
عليه و سلم _ ستاره غرفته و نظر إليهم فكأنه البدر يوم تمامه حتى كاد الصحابة رضوان الله عليهم أن يفتنوا و أن يوقفوا صلاتهم
فرحاً برؤية الحبيب _ صلى الله عليه و سلم _ و ظناً منهم أنه قد شفي تماماً فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم , و لقد كان هو أشد فرحا
منهم برؤيته أصحابه قد اصتفوا بجانب بعضهم البعض و كأنهم كالبيان يشد بعضه بعضا, رآهم مجتمعين بعدما كانوا متفرقين في الملل
و العقائد الفاسدة , رآهم متحابين بعد عداواةٍ و خصومات , فأتموا صلاتهم و قد أغلق _ صلى الله عليه و سلم الستار و هنا بدأت
سكرات الموت حتى فاضت روحه إلى السماء _ عليه أتم الصلوات و التسليم _ يا هل ترى كيف هو حال صحابة رسول الله – صلى الله
عليه و سلم – في هذا المصاب الجلل , قد دفنوا بأيديهم من هو أحب إليهم من الدنيا و ما فيها , من هو أحب إليهم من أموالهم و
أولادهم و آبائهم و عشائرهم , ولكن و هل استمر الحزن و الشجن ..؟ , لا و الله فقد اتخذوه منهجاً و قدوة استطاعوا به أن يفتحوا
البلدان , و عاهدوه عهداً فنعم العهد و نعم الفعل و نعم الرجال عليهم رضوان الله , إذا فالوداع ليس النهاية و إنما هو البداية لكل عمل
أياً كان , و هو إذاً ليس شجن و مصيبة بل شموع نوقدها من رفات من فقدنا من الأعزاء و عهدٌ نعاهد به من نحب أن نسير على نهجه
و أن ننشر فكره .
تدوينة رائعة :")
ردحذفياريت الخطب تركز على هذا النوع من إسقاط قصص الرسول صلوات الله وسلامه عليه على واقعنا..
ملاحظو صغيرة: ياريت يتم تغيير لون الخط لأنه بصراحة راحت عيوني وأنا أقرا الموضوع حتى مع الإستعانة بتظليل الخط:)
بارك الله فيك..
حياكي الرحمن أخية و يسعدني مرورك الكريم في مدونتي
ردحذفلكـ ما طلبتي بإذن الله :)